معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
المقالات و المحاضرات > محاضرات آية الله السيد محمد محسن الطهراني > محاضرات الحج لآية الله السيد محمد محسن الطهراني > الحج وآثاره الملكوتية - الجلسة الأولى

_______________________________________________________________

هو العليم

الحجّ و آثاره الملكوتيّة

الجلسة الأولى

وهي عبارة عن جلسة أسئلة وأجوبة
أقيمت في مدينة قم مع بعض الإخوة الذين أرادوا التشرف بالذهاب إلى الحج عام 1422هـ

جرى الحوار مع سماحة آية الله

السيّد محمّد محسن الحسيني الطهراني حفظه الله

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف

بسم الله الرحمن الرحيم

    

النية:

سؤال: بالنسبة للنيّة؛ نجد أن بعضهم يؤكّد بشدّة على مسألة النيّة، وأنّها ينبغي أن تقال بهذا الشكل في الطواف وبهذه الطريقة عند الوقوف بعرفة و... فهل يكفي في النيّة ذلك القصد الذي عند الإنسان لأداء العمل؟ أم لا؟
الجواب: نعم، بالنسبة لمسألة لنيّة: فإن نفس رغبة الإنسان ونفس ميله لأداء عمل من الأعمال هو ما يُسمّى بالنيّة، وهذه المسألة بعينها تنطبق على مسألة نيّة الإقامة للمسافر والتوقّف في بلد معيّن لعشرة أيّام، وكذلك الأمر في نيّة السفر وفي نيّة الصوم، ونيّة الغسل أيضاً.
ففي هذه جميعاً نلاحظ أنّ هناك خطأً شائعاً بين الناس بخصوص النيّة في هذه الموارد وغيرها، وذلك أنّهم يقولون أنّك في الصوم مثلاً يجب أن تستحضر النيّة والإرادة للصوم في أول طلوع الفجر من اليوم الذي تريد صومه، وأنّك إذا لم تتلفّظ به فعلى الأقل ينبغي أن تستحضر في ذهنك أنّك منذ هذه اللحظة (أي أوّل طلوع الفجر) وحتى غروب الشمس سوف تصوم وتلتزم بشرائط الصوم وخصوصيّاته وتمتنع عن محرّمات الصوم ومبطلاته وتمسك عن جميع المفطرات! ولكن هذه ليست هي النيّة، بل النيّة هي نفس القصد لأداء عمل من الأعمال، فنفس نهوضك من النوم لتناول طعام السحور هو بعينه يمثّل نيّتك للصيام، ولا حاجة بعد ذلك لتجديد النيّة والإرادة عند طلوع الفجر مرّة ثانيّة.
وكذلك الأمر بالنسبة للصلاة، فعندما تريد أن تصلّي، فإنّ نفس قيامك واستعدادك للصلاة هو نيّتك للصلاة وليس لازماً أن تجدّد النيّة مرة ثانيّة قبيل البدء بالصلاة وتستحضر أنّك تنوي أداء الصلاة الواجبة ... نعم، ينبغي أن يكون هذا الشخص الذي قام للصلاة قد قام قاصداً أن يصلّي صلاة العصر خصوصاً لا مطلق الصلاة، وهذا بحدّ ذاته يكفي ويجزئ في النيّة.
والأمر نفسه ينطبق على مسألة نيّة الإقامة لمدّة عشرة أيّام، إذ تجد أنّ بعضهم عندما يذهب في سفر إلى مكان ما وهو يريد أن يمضي فيه عشرة أيّام ومع ذلك عندما يُسأل: هل نويتم الإقامة لعشرة أيّام؟ فإنّه يجيب: لا، لم أنو الإقامة! والحال أنّه في الواقع يريد أن يقيم لخمسة عشر يوماً! ومع ذلك يقول: أنا أريد أن أبقى هنا لخمسة عشر يوماً، ولكنّني حتّى الآن لم أنوِ الإقامة بعد! غافلاً عن كون نفس إرادته ورغبته بالإقامة لمدّة خمسة عشر يوماً هي بحدّ ذاتها تعني أنّه قد نوى الإقامة في ذلك المكان، إذ نيّة الإقامة ليست أمراً جديداً ومختلفاً عن نفس القصد والرغبة التي نمارسها في أداء الأفعال التي نقوم بها في حياتنا اليوميّة.
مثلاً: أنت بمجّرد أن تقصد الذهاب إلى الحرم، فأنت قد نويت الذهب إليه؛ وإذا ذهبت إلى بائع الفاكهة لشراء التفاح، فهذا يعني أنّك نويت شراء الفاكهة؛ فأنت عندما تذهب لشراء التفاح فإنّك لا تذهب إلى دكّان القصّاب! ومن هنا يتّضح أنّ النيّة لشراء الفاكهة ليست إلاّ نفس عزمك على أداء ذلك، وأنت عندما تصل إلى محل الفاكهة لا "تجدّد نيّتك" للشراء، ولا تقول للبائع: أنوي أن أشتري كيلو من التفاح بالمبلغ الفلاني قربة إلى الله تعالى!! [ضحك من سماحة السيّد]
صحيح؟! إنّ نفس عزمك وقصدك وتوجّهك لأداء عمل من الأعمال هو نفسه النيّة.
وبناء على هذا، فما يُطرح ويُتداول بين الناس من لزوم أداء النيّة بتلك الطريقة الخاصّة ليس أمراً لازماً من الناحية الشرعيّة. نعم، ما يقوله بعض أهل العلم في هذا المجال إنّما هو من أجل العوام والهدف منه معالجة أي شكّ وشبهة قد تقع لهم في أعمالهم، فيقال لهم عند ذلك: (لا يا عزيزي، لقد أدّيتَ النيّة وأنا نفسي قد سمعتك تقولها بلسانك أيضاً)، وذلك لقطع الشك والشبهة من نفوس هؤلاء العوامّ، وإلاّ فإنّ التلفّظ بالنيّة في حدّ ذاته ليس واجباً، بل إنّ مجرّد قصد الإنسان وإرادته لأداء عمل من الأعمال هو نيّته، فقصد الإنسان أن يطوف هو نيّة الطواف، وإن قصد السعي فذلك القصد هو نيّة السعي، وهكذا... فنفس إرادة الإنسان وقصده هو ما يسمّى النيّة.

    

حول الإحرام

سؤال: هل هناك فرق بين إحرام النساء وإحرام الرجال؟

الجواب: الفرق في مسألتين: الأولى في اللباس، والثاني في مسألة غطاء الوجه؛ فالمرأة ينبغي ألاّ تغطّي وجهها، إذ أنّ بعضهنّ يردن المبالغة في التقدّس والطهارة، فيضعن شيئاً أمام وجوههن ليبعد الغطاء عن الوجه بحيث يكون الغطاء غير ملاصق للوجه؛ ولكنّ هذا كلّه فيه إشكال شرعاً، فعندما يقول المولى سبحانه وتعالى أنّ المرأة ينبغي ألاّ تغطّي وجهها، فإنّها يجب ألاّ تغطي وجهها!
أمّا في بقية الموارد كالنيّة وسائر تروك الإحرام الأخرى فلا اختلاف بين النساء والرجال.

سؤال: تفضّلتم بالقول بأنّ الذين يذهبون أوّلاً إلى المدينة المنوّرة فإنّ إحرامهم يكون من مسجد الشجرة ..

الجواب: نعم ..

سؤال: فمن أين ينبغي الشروع في التلبية؟

الجواب: تبدأ التلبية من نفس مسجد الشجرة .. وأوّل تلبية واجبة وما بعدها مستحبّ .. وتستمرّ التلبية حتّى تصل إلى الموضع الذي تظهر فيه منازل مكّة، وعند ذلك يجب قطع التلبية؛ هذا بالنسبة للعمرة.
وأمّا بالنسبة للحجّ (حيث يذهب الحاج إلى عرفة)، فيمكن للحاج أن ينوي الإحرام من أي مكان في مكّة المكرّمة، ولكنّ الأفضل أن يكون الإحرام من نفس المسجد الحرام، فتبدأ التلبية من هناك ويبدأ الحاج بالحركة نحو عرفات، ويمكنكم الاستمرار بالتلبية حتّى ظهر يوم عرفة، فإذا حلّ ظهر يوم عرفة فيجب قطع التلبية.

بالنسبة للغسل الذي يؤدّى قبل الإحرام، فهل يجوز الطواف به أم يجب الإتيان بالوضوء أيضاً؟

إن جميع الأغسال المستحبّة تغني عن الوضوء، أيّاً كان هذا الغسل، وغسل الإحرام ليس استثناء من هذه القاعدة، فيمكنك أن تصلّي بهذا الغسل ـ حيث أنّه يستحبّ صلاة ركعتين عند الإحرام في نفس الميقات كمسجد الشجرة لمن يأتي من المدينة المنوّرة، والتنعيم أو الجحفة لمن يبدأ حجه بالذهاب إلى مكة ـ فبهذا الغسل يصح الإتيان بالصلاة والطواف وجميع الأعمال التي تلزم فيها الطهارة.. وكذلك الأمر بالنسبة لباقي الأغسال المستحبة الواردة بعد الإحرام.
هل يمكن أن نغتسل في الفندق قبل الذهاب إلى مسجد الشجرة؟

نعم يمكن لك ذلك، ويمكن لك أن تذهب إلى مسجد الشجرة وتغتسل هناك، وأن تغتسل عند مسجد الشجرة أفضل، وهو مجهّز بشكل جيّد جداً، ونظيف جداً، وأفضل من كلّ النواحي. نحن عندما ذهبنا إلى مسجد الشجرة اغتسلنا هناك، يعني لبسنا ثياب الإحرام في الفندق وذهبنا إلى مسجد الشجرة، ثمّ هناك اغتسلنا، وقمنا بكل الأعمال، وهناك كل الأمور متوفّرة، يوجد صابون، وماءٌ حار ... .

    

الصلاة في مكة والمدينة وأماكن الزيارة

عندما نذهب إلى الحج فإنّهم يعطوننا سجّادة فيها مقدار من الحصير في موضع السجود، فهل هناك إشكال في استخدامها؟

الجواب: لا إشكال في الاستفادة منها، ولكن إذا أحسستم أنّ استخدامها سوف يسبب حساسية فلا داعي لذلك ويمكن لكم السجود على السجاد دون إشكال. أمّا في مسجد النبي فيوجد بعض المواضع المكشوفة من السجاد، فإن تمكنتم من الصلاة فيها فلا بأس بذلك، وإلا فصلوا على السجاد ولا داعي لأن توقعوا أنفسكم في حرج ومشاكل .. فنحن نفسنا صلينا على السجاد الموجود هناك.

ما هي الحدود التي تكون فيها الصلاة تماماً في المسجد الحرام والمسجد النبوي؟

الجواب: يجوز إتمام الصلاة في مكة وليس فقط في المسجد الحرام، وكذلك يمكن الصلاة تماماً في كل المسجد النبوي، بما في ذلك الأقسام التي أضيفت على المسجد، والمقصود خصوص المسجد لا الصحون الخارجة عنه، فكلّ الأجزاء الجديدة التي أضيفت إلى المسجد النبوي تعتبر جزءا منه، وليس الملاك هو المسجد القديم فقط.

ما هي الأماكن التي ينبغي أن نقوم بزيارتها في كلّ من مكة المكرمة والمدينة المنوّرة؟ وأين تقع؟

الجواب: في المدينة المنوّرة هناك بعض الأماكن التي عادة ما يزورها الحجاج مع الحملة، حيث تقوم الحملة نفسها بتنظيم رحلة إلى هذه الأماكن في يوم واحد، وهذا اليوم الواحد كافٍ لذلك، ولكن هناك أماكن أخرى غير التي يذهبون إليها؛ منها مسجد الإجابة في المدينة المنورة، وهو يبعد حوالي عشر دقائق أو ربع ساعة عن الحرم، ومنارة المسجد وقبّته واضحة، وهو يسمّى أيضاً بمسجد المباهلة كذلك، ومنها مسجد قباء، فالحملات عادة يأخذون الحاج إليه مرّة واحدة، ولكن من الجيّد أن تذهبوا إليه عدّة مرّات، وامكثوا فيه قدر الإمكان .. مثلاً ساعتين أو ثلاث ساعات، فهو مسجد عجيب جدّاً. ومن الأماكن التي يستحسن أن تذهبوا إليها مرّات عدّة إن استطعتم: مسجد ردّ الشمس، وهذا المسجد ما زال باقياً على حالته الأصليّة (لم يكن مهدماً في وقتها)، إذ أنّ المساجد الباقية قد خضعت للإصلاح وإعادة البناء، أمّا مسجد ردّ الشمس فقد تركوه على حاله السابق. هذه المساجد الثلاثة، وليس هناك مكان آخر له أهمّية خاصّة.

ماذا عن مكّة المكرّمة؟

الجواب: لا، في مكّة لا يوجد مكان مخصوص ..

ماذا عن غار حراء؟

الجواب: نعم، الذهاب إلى غار حراء جيّد إذا كان عندكم مجال، ولكن ينبغي أن تلتفتوا إلى أنّكم إذا أردتم الذهاب إلى غار حراء فعليكم أن تبكّروا في ذلك، لأنّكم إذا تأخرتم فلن يمكنكم الوصول؛ ومن هنا فإذا رغبتم بزيارة حراء فاحرصوا أن تكونوا عند سفح الجبل مع طلوع الفجر .. يعني صلّوا الفجر واذهبوا إلى هناك، لأنّ المكان سرعان ما يزدحم ويمتنع الوصول إليه. والأمر يستغرق نصف ساعة تقريباً.

ماذا عن البقيع؟

الجواب: مقبرة البقيع مليئة بقبور أقارب النبيّ صلّى الله عليه وآله وسلّم وأصحابه، وكذلك أهل البيت الذين كانوا مقيمين في المدينة المنوّرة، ولهذا فأي مكان تتحركون فيه في البقيع ـ رغم أنّ المقبرة لا يرى منها إلاّ التراب ـ يحتمل أن يكون حاوياً لقبر محترم أو أن يوجد فيه مقام ينبغي احترامه؛ ولهذا ينبغي أن تخلعوا نعليكم بمجرّد دخولكم إلى البقيع وامشوا فيه حافين، ثمّ اذهبوا أوّلاً لزيارة أئمّة البقيع سلام الله عليهم، ثمّ تحرّكوا نحو القسم الأيسر حيث هناك نساء النبيّ صلى الله عليه وآله الذين سيكونون على يمينكم عندما تتحرّكون باتجاه القسم الأيسر، وعدد الأحجار هناك واضح ومعلوم، ثمّ على اليسار هناك أم البنين، ثمّ في الأمام تصلون إلى قبر حضرة إبراهيم ابن النبيّ، ثمّ بعده للأمام قبر عثمان بن حُنيف، وهكذا ستجدون قبر الأصحاب وأهل بيت النبيّ في هذه المنطقة بشكل متفرّق هنا وهناك، وخلال زيارة أئمّة البقيع ينبغي الالتفات إلى أنّ هذه الزيارة لا ينبغي أن تكون زيارة مستقلّة، بل ينبغي النظر إليها بعين التبعيّة لزيارة النبيّ.

    

وصايا تتعلق بالمدينة ومكة

بما أنّ التوجّه والعناية في المدينة على نحو خاص مختلف عن مكّة، فنرجو التوضيح.

نعم، في المدينة طبعاً، لا تترك تلك العظمة والسيطرة والإشراف الموجودة لرسول الله مجالاً لأيّ شخص آخر، لذا ففي المدينة ينبغي أن يكون التفكير في النبيّ صلى الله عليه وآله فقط، كذلك في المسجد النبوي، وكذا في مقبرة البقيع، وينبغي عدم الالتفات إلى سائر الأمور والجوانب الأخرى، وليكن سعيكم في المدينة أن تمشوا كثيراً في هذه البقعة وتتحرّكوا حول مسجد النبيّ التي هي محلّة بني هاشم، وينبغي أن نعلم أنّ رسول الله كان لمدّة عشر سنوات كان في المدينة ويمشي فيها، ونقطع أنّ قدم الرسول كانت يوماً من الأيام في المكان الذي نضع فيه قدمنا، لذا تحرّكوا وامشوا مع الالتفات والتوجّه نحو هذه الحقيقة، واجعلوا هذا الأمر يمرّ بخاطركم دائماً، وذكر الصلوات و"لا إله إلا الله" مهم جداً في المدينة، ومع الالتفات لهذه الفكرة كلّما مشيتم هناك كان أفضل، وإذا وجدتم أنّ لديكم حالاً ونشاطاً، فالذهاب إلى مزارع النخيل الموجودة بقرب المدينة وقضاء بعض الساعات هناك جيّد جداً، وهو باعث إلى تداعي الخواطر حول المسائل التي حصلت في تلك الأزمنة، وهناك مكان يسمّى بيت الأحزان، وقد جعلوه الآن جزءاً من الشارع والطريق، ولكن أصحاب الحملات المطلعون وذوي الخبرة يعرفون أين هو، وهذا هو المكان الذي كانت السيّدة الزهراء تذهب إليه.
أمّا في مكّة فاسعوا في كل وقت تستطيعونه أن تكونوا في المسجد الحرام، سواء كان لديكم حالاً للطواف أم لم يكن لديكم ذلك الحال، ونفس النظر نحو الكعبة بحد ذاته عبادة، وعوضاً عن الصلاة طوفوا "الطواف بالبيت صلاة" فيحسب الطواف صلاة، وكلّما كان الطواف أكثر كان أفضل، وأثره أكبر، والذهاب كلّ ليلة إلى حجر إسماعيل والصلاة هناك ركعتين تحت الميزاب أمر مهم جداً، وقد ورد لدينا أنّ الدعاء هناك مستجاب، ومن جملة الأماكن التي الهامّة في المسجد الحرام هو المحلّ الذي دخلت أم أمير المؤمنين منه إلى الكعبة وأنجبته داخلها، وهو الآن معروف ويمكن تشخيصه، فحجارته تفترق في ترتيبها عن باقي الحاجرة الموجودة ويسمّى "المستجار"، ومن الجيّد للإنسان أن يذهب إلى هناك وأن يلصق جسمه بذلك المكان، أيّ يصعد فوق الشاذروان (المكان المرتفع هناك) ثمّ يلصق جسده هناك، نعم بالطبع هم يمنعون ذلك، ولكن إذا وجد الإنسان مجالاً لذلك فمن الجيّد أن يلصق نفسه بذلك المحلّ، وهو قريب من الركن اليماني حيث تفصله عنه حوالي المتر والنصف، وعند الجلوس في الليالي اجلسوا في قبال هذا المكان، فالمرحوم العلامة كان يأتي ويجلس تقريباً في قبال المستجار، وهناك كان يصلّي ويقوم بإنجاز أعماله، وكلّ من كان يريد الالتقاء به كان يأتي إلى هناك فيلتقي به.
نعم بالنسبة لخصوص مكّة ـ وليس في الأماكن الأخرى فالأمر ليس كذلك ـ أو في المسجد الحرام أن يقف الرجل بجانب المرأة لا إشكال فيه عند الصلاة في مكّة، بل حتّى لو كانت المرأة واقفة تصلّي أمام الرجل فلا إشكال في ذلك،

هل ينبغي أن يكون فكره منصباً على التوحيد؟

نعم في مكّة ينبغي الاعتناء بمسألة التوحيد فقط، فالجميع إنّما جاؤوا ليرموا بكلّ شيءٍ سوى التوحيد، الأنبياء والأئمّة والأولياء كلّهم جاؤوا إلى هذا المكان وطافوا حول الكعبة، فقد أتى النبي وطاف، وأتى الإمام أمير المؤمنين وطاف، وأتى الإمام الحسن والإمام الحسين وطاف... إمام الزمان يأتي ويطوف في هذه الأثناء التي نطوف فيها نحن، وقد يكون حاضراً في الطواف، وينبغي أن يلتفت الإنسان إلى هذه المسألة.
ولكنّ هؤلاء جميعاً لا يفكّرون بأمرٍ آخر غير التوحيد، فحتّى الأئمّة يفكّرون بمسألة التوحيد فقط، لذا في مكّة لا ينبغي أن يذهب الفكر إلى غير التوحيد، يعني: هناك ينبغي أن يكون المطلوب هو الله عزّ وجلّ فقط، فلا ينبغي أن نجعل في مكّة وعلى الخصوص في الكعبة أيّ أحد شفيعاً لنا أو أن نتوسّل بأحد أبداً، بل إنّ نفس التوجّه نحو التوحيد هو توسّل بحدّ ذاته، يعني: في مكّة ينبغي على الإنسان التفكّر في مسألة التوحيد فقط. أمّا الدعاء والطلب فعليه أن يضعه جانباً، أو أن يتركه للأخير عندما يريد أن يعود إلى بلده، فلا يترك فكره بهذه الأمور إلى ذلك الوقت.

يقال: إنّ للحاج الذي يذهب للمرّة الأولى ثلاث حاجات تلبّى، هل هذا صحيح؟

هذا الأمر شائع بين الناس فقط، بل تلبّى ثلاثون حاجة، من قال ثلاث حاجات فقط؟!

ماذا نطلب عندها؟

أيّ شيء، لو سألوك هذا السؤال بم تجيبهم؟

أطلبك أنت.

نعم هذا هو.. ]تبسّم ومزاح من السيّد[.

على الإنسان أن يطلب الأمر الذي لا يشعر بعد تلبيته أنّه كان يستطيع أن يطلب ما هو أعلى منه وأفضل.

ما هو هذا الأمر؟

يطلب من الله العبوديّة فقط، ومعرفته، وعافية الدارين الدنيا والآخرة، والعافية بمعنى: تطبيق العمل وتطبيق وجود الإنسان مع ما هو مورد لرضا الله عزّ وجل، هذه هي العافية. فكم هي المرّات التي يكون فيها الإنسان سالماً وصحيحاً ولكن هذه السلامة والصحّة لا توجب العافية له، بل توجب غروره وانخداعه، فيصبح مغروراً بالدنيا ومنصرفاً إليها، ولكن الإنسان إذا ما أراد العافية، عندها يكون على كلّ حال طالباً لرضاه وعبوديّته، سواء في الصحّة أم في المرض، في السعة أم في الفقر، وفي كلّ حالته، فلأنّه راضٍ عنه، لذا فالمطلوب قد انتهى، هذه هي العافية.
وعليه سيكون أفضل ما نطلبه العبوديّة؛ فيا إلهي اجعلنا عبيداً لك، اجعلنا عبيداً لك، يعني: لا نطلب أيّ أمر آخر حتّى الوصول إليه أو أن نطلبه هو، فيا إلهي اجعلنا عبيداً لك فإن أردت إيصالنا فأوصلنا، وإن لم ترد إيصالنا فلا توصلنا، الأمر لك.
فماذا يفعل المولى بعبده؟
إنّ هذا الطلب: يا رب أوصلنا إليك. هو بحدّ ذاته طلب من قبلنا بالنتيجة، ولكن إذا ما طلبنا العبوديّة فهي تتضمّن كل شيء آخر، فنقول: يا ربّ اجعلنا عبيداً لك، ولا تزحزحنا عن هذه العبوديّة إلي أي مكان آخر. وما تريد أن تفعل بنا فافعل، وإن كان صعباً عليّ فأعطني القدرة على التحمل والصبر، فلبّي لي هذا الطلب واجعلني أتحمّل ما يأتني حتّى أطوي جميع مراحل العبوديّة.
...سمعنا أنّه ينبغي ترك الزيارة الجامعة الكبيرة إلى المدينة؟

نعم في مكّة ينبغي أن يدعى فيها الأدعية التوحيديّة، فخلال الطواف ينبغي القول كثيراً: "الله أكبر"، و "لا إله إلا الله". أمّا الزيارة الجامعة فليس مكانها مكّة بل هي تتعلّق بالمدينة، أمّا في خصوص مكّة فهناك أدعية مخصوصة أثناء كلّ عمل من الأعمال وقد ذكرها الفيض، وهي غالباً ما توزّع للحجاج، مثلاً: حين السعي بين الصفا والمروة، أو حين الطواف، فعلى الإنسان بعد قراءة تلك الأدعية أن يشتغل بذكر "لا إله إلا الله"، و"الله أكبر"، كما أنّه تم التأكيد على ختم القرآن في مكة وفي المسجد الحرام كثيراًً وبالخصوص في المسجد الحرام.

سؤال عن خصوصيّة ما بين المنبر وقبر النبيّ وهل أنّ السيّدة الزهراء دفنت هناك؟

لقد تم دفن السيّدة الزهراء سلام الله عليها بجانب قبر النبيّ، ولكن غاية الأمر أنّه قد تمّ التأكيد على أهميّة المكان الذي يفصل قبر النبيّ عن المنبر، وهو بحدود سبعة إلى ثمانية أمتار تقريباً. وقد تمّ التأكيد على هذه المسافة جداً. ولكن قطعاً السيّدة الزهراء عليها السلام إنّما دفنت في نفس مكان دفن النبيّ صلى الله عليه وآله.

سؤال حول زيارة قبور الأئمّة في البقيع.

هذا الذي يقولونه ليس بحسب رغبتك، فهم يفتحونه من طلوع الشمس إلى مقدار ساعتين ثمّ بعد الظهر بنفس الكيفيّة. أمّا نحن فكنّا نذهب عادة صباحاً.

    

حول الطواف والسعي

هل نستبدل الأدعية التي يعطونا إياها بذكر "لا إله إلا الله" أو "الله أكبر"؟

لا! بل عندما تنتهي من الدعاء بتلك الأدعية تشرع بذكر "لا إله إلا الله" و"الله أكبر" لباقي الوقت. فتلك الأدعية تقرأ لمرّة واحدة، للطواف الموجود في العمرة والحج، أمّا في الطوافات الأخرى المستحبة فلا. لأنّه في كلّ شوط من الأشواط دعاء خاص به وعندما تنتهي من الدعاء به تشرع بالذكر "لا إله إلا الله" و "الله أكبر"، وفي الشوط الثاني كذلك.

ما هو مقدار الفاصلة عن الكعبة المسموح به أثناء الطواف؟

بالنسبة للفاصلة إذا كان الازدحام على نحو يكون فيه الطواف مشكلاً، يمكن لكم الابتعاد، ومهما كانت الفاصلة فلا إشكال في ذلك.

هل يمكن الطواف في الطبقات العليا؟

نعم لا إشكال في ذلك إن كان الطواف في الطبقة الأرضيّة متعذّراً فلا إشكال في الطواف في الطبقات العليا، ولكن على كلّ حال يمكن الطواف في الطبقة الأرضية، فليس الأمر إلى هذا الحدّ.

هل يجوز تقبيل الحجر الأسود، والحال أنّهم يقولون أنّ ذلك غير متيسّر إلا مع حصول الأذى لنا أو للآخرين؟

من الطبيعي أن يكون الأشخاص الذين يذهبون لتقبيل الحجر الأسود قد حضّروا أنفسهم لهذه الأمور، ولكن على كل حال إن كان هناك من مجال لتقبيل الحجر الأسود فلا عيب في ذلك، ولكن لا تصرّوا على ذلك جداً، فعندما ترى أنّك ستلقى لطمة أو ضربة وأمثال ذلك فلا تقدم على ذلك.

نقل عن العلامة أنّه قال: إنّنا عندما كنّا نصلّي أو نطوف كنّا نرى أنفسنا نطوف حول ولاية إمام الزمان وولاية سماحة السيّد الحداد. هل يمكن أن توضّحوا لنا المسألة؟

ممّا لا شكّ فيه أنّ هذا المسألة تتعلّق بذلك الموقف، ما أريد بيانه هو أنّ أصل مسألة الطواف عبارة عن عمل ظاهري، وهذا العمل الظاهر ينبغي أن يكون حكاية عن ذلك التوجّه القلبي نحو عوالم المعنى وعوالم الولاية، ونحن نعلم أنّ الله عزّ وجلّ خلق العوالم على سبعة عوالم، وهذه العوالم السبعة أحدها عالم المادّة، الذي هو عالم الأجرام والكواكب والسيّارات، وأحدها عالم المثال، والعالم الثالث عالم الملكوت السفلي، والرابع عالم الملكوت الأعلى، والخامس عالم الجبروت، والسادس اللاهوت، والسابع عالم الأسماء الكليّة، وبعدها لا يوجد عالم آخر، يعني نفس جنبة الذات. أو أنّ تلك المراتب السبعة هي مراتب الذات، وذلك بحسب اختلاف التعابير. ومن هنا فالطواف حول الكعبة بمعنى طواف الإنسان، والطواف يعني الفداء، يعني أن يفقد نفسه، يعني أن يسلّم نفسه، أن لا يرى لنفسه قيمة، أن يقول العبد يا ربّ جعلت فداك، اجعلني يا ربّ قرباناً لك، فإذا جاء مرض فدع هذا المرض يصيبني، إذا جاء الموت ومصيبة فاجعله من نصيبي.
أمّا معنى الطواف حول الكعبة وهذه الأشواط السبعة: هو أن يجعل الله عزّ وجل ويجعل ذات الله عزّ وجلّ هي المحور، ثمّ الخضوع لتلك الذات في جميع المراتب والتواضع لها، واعتبار أنفسنا فانين فيها في كلّ المراتب الوجوديّة، هذا هو معنى الطواف. فلا يرى الإنسان مؤثّراً في مرتبة المادّة غير الله، وكذا في مرتبة المثال لا يرى إلاّ تأثيره هو ولا يرى لنفسه استقلالاً عنه، وفي عالم الملكوت والجبروت واللاهوت وفي كلّ العوالم ينبغي أن لا يرى الإنسان لنفسه استقلالاً عن الله عزّ وجلّ. فيا إلهي إذا دخلت في ملكوتك فأنا لا أتصوّر أنّه قد صار لي قيمة، أو أجد لنفسي مقداراً وكمالاً وفضلاً. أو إذا وردت إلى عالم اللاهوت لا أجد أنّ الأمور صادرة مني أو أنّ لي وجوداً ... لا ! بل في كلّ مراتب الوجود ومراتب نزول الأسماء والصفات الكليّة، ومراتب نزول الذات، في كلّ هذه المراتب أنا مجرّد مسلّم وخاضع، وأنا أعترف بكلّ تلك المراتب وأقرّ بها، وأمّا حقيقة ولاية الذات التي هي في وجود ونفس الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه فأنا أعترف له بتلك المراتب الوجودية، وأصدّق بولايته في كلّ هذه المراتب.
هذه كلّها أي الأشواط السبعة، عبارة عن المراتب السبعة الطوليّة التي تبدأ بعالم المادّة لتنتهي بمرتبة الذات، ونفس الكعبة تمّ التعبير عنها بالذات، فقيل: بيت الله، بيت الله الذي يحمل تلك الخصوصيات والآثار وهو من بنى هذا البيت. هذا هو معنى الطواف حول الولاية.

بالنسبة للسعي بين الصفا والمروة أين نسعى؟

في الطبقة السفلى فإن تعذّر ذلك ففي الطبقة العليا.

    

حول عرفة والمشعر ومنى

ماذا توصون بالنسبة لعرفة وما بعدها؟

بالنسبة لعرفات ينبغي أن تشعروا أنّكم خارج الحرم وينبغي عليكم تحصيل الحال التي تساعد على دخول الحرم، أما بالنسبة للمشعر فالإنسان يكون قد دخل الحرم، ويستحب للأشخاص الذين يحجون لأوّل مرّة أن يذهبوا مشياً على الأقدام إلى المشعر، وعليكم أن تجمعوا الجمرات من نفس المشعر لكي ترجموا بها؛ لأنّكم سترجمون بتلك الجمرات في الغد واليومين التاليين، ويكفي في الجمرة أن تكون بحجم الحمّصة أو أكبر بقليلة، وانتخبوا الجمرات المنقّطة.
أمّا في منى فهو محلّ النبيّ إبراهيم عليه السلام، ومكان ذبح الأضحية وكلمة منى تعني: الأمنية، أمنية الإنسان تتحقّق هناك. وهناك مسجد مبنيّ هناك اسمه "مسجد الخيف" والآن قد وسّعوه بشكل كبير جداً، وهذا المسجد كان محلّاً للتجلّيات الإلهيّة على النبي إبراهيم عليه السلام، وكذا الكثير من الأنبياء، والذهاب إلى ذلك المسجد أمر مهم جداً، فاسعوا أن تذهبوا إليه كلّ يوم وأن تصلّوا فيه صلاتي الظهر والعصر، ففي ذلك الكثير من الفوائد التي تكون من نصيب الإنسان.

هل نذهب إليه كل الأيام التي نكون فيها في مكّة؟

لا! بل فقط في الأيام الثلاثة التي تكونون بها في منى.

هل هناك شيء توصون به بالنسبة لليلة العيد؟

هي نفسها ليلة المشعر، وليس هناك شيء خاصّ بالنسبة لليلة العيد.
وعندما تريدون الحركة من المشعر نحو منى، اصبروا حتّى تشرق الشمس، يعني لا تخرجوا من وادي محسّر، بل اصبروا حتّى تطلع الشمس ثمّ تحرّكوا، لأنّ الأخوة من أهل السنّة يتحرّكون من دون الاعتناء لشروق الشمس.

يعني طلوع الفجر الصادق؟؟

لا، بل يجب أن تنتظروا حتّى شروق الشمس، يعني عندما تشرق الشمس تتحرّكون.

يعني بين أذان الصبح حتّى شروق الشمس ينبغي الوقوف هناك؟

نعم.

هل ينبغي أن نساعد بقيّة الناس وأن نعلمهم أن لا يفعلوا ذلك، فبعضهم لا يعلم بذلك؟

إذا شعرت أنّه يستجيب فلا بأس.

    

حول الأضحية

سؤال: بالنسبة للأضحية، يقول البعض في هذه الأيّام أنّه يجوز للحاجّ أن يحلق قبل أن يعلم أنّ الشخص الموكّل بالذبح عنه قد ذبح أضحيته فعلاً، فهل هذا صحيح؟

الجواب: قبل الذبح؟ لا، لا يجوز ذلك؛ إذ يجب أن تتأكّد أنّ الذبح قد تمّ وبعد ذلك يكون الحلق.

سؤال: هل هناك حدّ محدّد لذلك، أعني حدود منى، إذ يقال أنّ المكان المخصّص للحلق الآن صار خارج حدود منى ، فهل في ذلك إشكال؟

الجواب: لا إشكال في ذلك.

سؤال: في أي قسم كان، فلا إشكال؟

الجواب: نعم، لا إشكال في أي قسم كان.

سؤال: من المعتاد أن يقوم الحجاج في كل حملة من الحملات بتوكيل شخصين مثلاً ليقوموا بالذبح نيابة عنهم، فهل في ذلك مشكلة؟

الجواب: لا، لا يوجد مشكلة في ذلك من الناحية الشرعيّة إذا اطمأن بهما. ونحن بما أنّنا لم نكن واثقين بأولئك الأشخاص الذين انتخبتهم الحملة ليقوموا باختيار الذبيحة، فلم نقم بتوكيلهم بل قام بعض أصدقائنا هو المهندس كاظمي بالذهاب بنفسه وأدّى هذا العمل نيابة عنّا، أمّا بقية أفراد الحملة فقد قاموا بتوكيل الشخص المسؤول في الحملة ..
على كل حال، أنا رأيي أنّه إذا كان هناك شخص أهلاً للثقة ومراعياً للشرائط المطلوبة... إذ أنّ العثور على ذبيحة تطابق الشرائط هناك ليس أمراً سهلاً، وما سمعته أنّهم عادةً ما يتساهلون في الأمر فيشترون مجموعة من الذبائح معاً.. هكذا وبدون التدقيق في الشرائط، ولا الالتفات إلى وجود نقائص أو عيوب في الذبيحة، والسبب في ذلك أنّهم لو أرادوا أن ينتخبوا الذبائح واحدةً واحدة، فقد يطول الأمر ساعتين أو ثلاث ساعات لانتخاب مائة ذبيحة مثلاً، بل أكثر من ذلك فهذا الوقت لازم للعثور على الذبائح فقط فضلاً عن الأعمال الباقية ..
على كلّ حال يجب أنّ يكون الحاجّ مطمئناً أن ذبيحته ذبيحة سالمة ومطابقة للشرائط.

سؤال: إلى أيّ حدّ يجب أن تكون الذبيحة سالمة؟ فالبعض يقول أنّ الذبيحة يجب أن تكون خاليةً حتّى من أيّ خدش، فهل ذلك صحيح؟

الجواب: نعم، نعم هكذا ينبغي أن تكون.

سؤال: يجب أن تكون سالمة من جميع الجهات؟

الجواب: نعم.

سؤال: هناك اقتراح طرح في المؤتمر الإسلامي في العام الماضي، وذلك بأن لا يتمّ دفن الذبائح كما كانوا يفعلون سابقاً، بل يتمّ إرسالها إلى بلدان العالم الثالث ليستفاد منها، وقد سمعنا أنّهم في العام الماضي قد أرسلوا سبعين ألف ذبيحة إلى إيران.. وفي الحجّ كانوا قد أعطونا ورقة وقالوا لنا أن نملأها إذا كنا نرغب بإرسال ذبيحتنا وفقاً للمذكور، فهل هناك إشكال في ذلك؟

الجواب: لا إشكال في ذلك. طبعاً تقسم الذبيحة ثلاثة أقسام: يأكل الحاجّ نفسه ثلث الذبيحة، ويعطي الثلث الثاني لفقراء المؤمنين، وأمّا الثلث الثالث فيعطيه للمؤمنين؛ ولكن من باب أن الإمكانات لذلك غير متوفّرة في منى، إذ أنّ إشعال النار ممنوع كليّا هناك، ولا أحد يطبخ هناك فلهذا يمكن القول أن تطبيق ذلك ليس ميسوراً، وبالتالي يمكنكم أن تتصدّقوا بحصّتكم، وتأخذون وكالة من بعض إخوانكم وأصدقائكم المؤمنين في حصّتهم وتتصدّقوا بها أيضاً، وبهذه الطريقة ينتفي الإشكال.

سؤال: بناء على ما تفضلتم به أنّ مسؤولي حملات الحجّ الذين يأخذون وكالة من الحجّاج في ذبح الأضحية لا يحقّقون كما ينبغي في صلاحية الذبيحة قبل ذبحها، فهل يعني ذلك أنّه لا ينبغي أن نعطيهم الوكالة أصلاً، ونؤدي ذلك بأنفسنا؟

الجواب: أنا أصلاً لا أنفي صحّة عملهم، بل هذا الأمر موكول لكم أنتم، فأنا لا أستطيع أن أدّعي أنّهم لا يدقّقون أبداً، كما لا يمكنني أن أقول أنّهم يؤدّون المطلوب مائة بالمائة أيضاً، ولكن ما أخبرنا به بعض أصدقائنا أنّ الشروط المطلوبة لا تتمّ مراعاتها كما ينبغي.

    

مسائل متفرقة

عندما يقرؤون السور التي تجب فيها السجدة، ماذا نفعل؟

اسجدوا، نعم.

قيل: إنّ لبس خاتم العقيق لا إشكال فيه، فهل هو كذلك؟ وللنساء أيضاً؟

نعم خاتم العقيق لا إشكال فيه، وكذا الدرّ. وكلّ الخواتم التي ليس فيها جهة التزين والزينة فلا إشكال فيها.

ما هي الموارد التي يمكن للنساء أن يستنبن أحداً في الأعمال؟

في الموارد التي لا يتمكنّ من القيام بالعمل، فمثلاً في موارد العذر، إذا صبرن حتّى ينتهي عذرهن فقد ينتهي وقت الإقامة في مكّة قبل ذلك، في هذه الحالة ينبغي عليهن الاستنابة، وكذلك عند رمي الجمرات إذا شعرن أنّه قد يشكّل عليهن خطراً بسبب الزحام، فإن ذلك قد يؤذي الذين تكون قدرتهم على التحمّل قليلة، ففي هذه الحالة ينبغي عليهن الاستنابة.

ماذا نفعل بالنسبة لأولئك الذين يطلبون منّا أن ندعو لهم بدعاء خاصّ، هل نعدهم بذلك؟

قولوا لهم سننقل كل ما تقولونه. وهناك قل: تقبّل كلّ ما قيل لنا. ] تبسّم من السيّد [، فلا ينبغي تفكّروا بالأمر أبداً فهذه المسألة مما يشغل البال.

يعني هل ينبغي أن نرفض طلباتهم بالدعاء؟

الآن أدخل السرور إلى قلوبهم، فما المشكلة في ذلك؟!

    

مسائل المرأة

سؤال عن حكم الحائض في الحج.

هناك حالتان: الأولى للعمرة وعندما تُحرم ويكون عندها عذر، وعندما تدخل إلى مكّة فعذرها يبقى إلى زمان أعمال الحجّ، في هذه الحالة لا حاجة للإحرام مجدّداً بل نفس إحرام العمرة يتبدّل معها إلى إحرام الحجّ وينبغي عليها الذهاب إلى عرفات، وعندما تذهب إلى عرفات والمشعر ومنى، فتقوم بأعمال الحجّ بنفسها، ثمّ تقوم بأعمال العمرة بعد ذلك.
الصورة الثانية: عندما تقوم بأعمال العمرة، ولكن عندما تريد الذهاب إلى عرفات يحصل لها العذر، ففي هذه الصورة، ينبغي أن تحرم من جديد، في حالتها التي يكون لديها فيها العذر تحرم من مكّة فتذهب من المسجد الحرام إلى عرفات والمشعر ومنى، وعندما تعود إلى مكّة فإذا كان عذرها باقياً إلى زمان عودة الحملات إلى بلدها عليها أن تنيب أحداً عنها ليقوم بالأعمال بدلاً منها في الأعمال التي يشترط فيها الطهارة؛ كالصلاة والطواف، بينما في الأعمال التي لا يشترط فيها الطهارة ـ كالسعي بين الصفا والمروة ـ فتقوم بها بنفسها، يعني: السعي بين الصفا والمروة لا يعتبر داخل المسجد الحرام.
ولكن إذا كان هناك مجال عند العودة إلى مكّة، فتستطيع القيام بأعمالها بنفسها، عندها تصبر حتّى ينتهي العذر ثمّ تقوم بالقيام بالأعمال بشكل مباشر من الطواف وصلاة الطواف والسعي وطواف النساء.

ماذا لو تناولت القرص (الدواء) الذي يمنع الحيض؟

نعم؟ إذا تناولت ذلك الدواء فيمكن لها أن تقوم بالأعمال، ولكن بكلّ حال الأفضل أن لا تتناول الدواء، وبالتالي تقوم بتكليفها الظاهر.

هل تغطّي النساء وجوههنّ عن الأجانب بالعباءة بمقدار معيّن؟

ينبغي أن يكون الوجه بادياً بنحو تام.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی <-- -->