لو أدخلتم في بداية و نهاية العبارة المتوخاة علامة " gutaion" ستحصلون علي المواضيع التي تتوفر فيها نفس هذه الكلمة أو العبارة و فيها سوي ذلك ستعبرون علي مواضيع تتوفر فيها إجدي هذه العبارات
*الكلمة المتوخاة: هي ما تبحثون عنه في مستطيل البحث.
البحوث المنتخبة
كتاب المتقين
أبيات من لامية ابن الفارض "هو الحبّ"
_______________________________________________________________
أبيات من لاميّة ابن الفارض في ضرورة المجاهدة للقاء الله تعالى
_______________________________________________________________
هُوَ الحُبُ
هُوَ الحُبُّ فَاسْلَمْ بِالحَشَا مَا الهوى سَهْلُ فَمَا اخْتارَهُ مُضْنىً بِهِ، وَ لَهُ عَقْلُ وَعِشْ خالِياً، فَالحُبُّ راحَتُهُ عَنَا وَ أوَّلُهُ سُقْمٌ، وَ آخِرُهُ قَتْلُ وَلَكِنْ لديّ المَوْتُ فِيهِ صَبَابَةً حَيَاةٌ لِمَنْ أهْوَى، عليّ بِهَا الفَضْلُ نَصَحْتُكَ عِلْماً بِالهَوَى وَ الذي أرَى مُخَالَفَتِي، فَاخْتَرْ لِنَفْسِكَ مَا يَحْلُو فَإنْ شِئْتَ أن تَحْيَا سَعِيداً، فَمُتْ بِهِ شَهِيداً وَ إلَّا فَالغَرَامُ لَهُ أهْلُ فَمَنْ لَمْ يَمُتْ في حُبِّهِ لَمْ يَعِشْ بِهِ وَ دُونَ اجْتِنَاءِ النَّحْلِ مَا جَنَتِ النَّحْلُ تَمَسَّكْ بأذْيَالِ الهوى، وَ اخْلَعِ الحَيَا وَ خَلِّ سَبِيلَ النَّاسِكِينَ، وَ أن جَلُّوا وَ قُلْ لِقَتِيلِ الحُبِّ: وَفَّيْتَ حَقَّهُ وَ لِلْمُدَّعِي: هَيْهَاتَ مَا الكَحِلُ الكَحْلُ [1] تَعَرَّضَ قَوْمٌ لِلْغَرَامِ وَ أعْرَضُوا بِجانِبِهِمْ عَنْ صِحَّتِي فِيهِ وَ اعْتَلُّوا رَضُوا بِالأمَانِي، وَ ابْتُلُوا بِحُظُوظِهِمْ وَ خَاضُوا بِحَارَ الحَبِّ دَعْوى فَمَا ابْتَلُّوا فَهُمْ في السُّرَى لَمْ يَبْرَحُوا مِنْ مَكَانِهِمْ وَ مَا ظَعَنُوا في السَّيْرِ، عَنْهُ وَ قَدْ كَلُّوا وَ عَنْ مَذْهَبي، لَمَّا اسْتَحَبُّوا العَمَى عَلَى الـ هُدَى حَسَداً مِنْ عِنْدِ أنْفُسِهِمْ ضَلُّوا أحِبَّةَ قَلْبِي، وَ المَحَبَّةُ شَافِعِي لَدَيْكُمْ، إذَا شِئْتُمْ بِهَا اتَّصَلَ الحَبْلُ عَسَى عَطْفَةٌ مِنْكُمْ عليّ بِنَظْرَةٍ فَقَدْ تَعِبَتْ بَيْنِي وَ بَيْنَكُمُ الرُّسْلُ أحِبَّايَ أنْتُمْ، أحْسَنَ الدَّهْرُ أمْ أسَا فَكُونُوا كَمَا شِئْتُمْ، أنَا ذَلِكَ الخِلُ إذَا كَانَ حَظِّي الهَجْرُ مِنْكُمْ وَ لَمْ يَكُنْ بِعَادٌ فَذَاكَ الهَجْرُ عِنْدِي هُوَ الوَصْلُ وَ مَا الصَّدُّ إلَّا الوُدُّ مَا لَمْ يَكُنْ قِلىً وَ أصْعَبُ شَيءٍ غَيْرَ إعْرَاضِكُمْ سَهْلُ وَ تَعْذيبُكُمْ عَذْبٌ لديّ وَ جَوْرُكُمْ عَلَيّ بِمَا يَقْضِي الهوى لَكُمُ عَدْلُ وَ صَبْرِيَ صَبْرٌ عَنْكُمُ، وَ عَلَيْكُمُ أرَى أبَداً عِنْدِي مَرَارَتُهُ تَحْلُو أخَذْتُمْ فُؤَادِي وَ هْوَ بَعْضِي فَمَا الَّذي يَضُرُّكُمُ لَوْ كانَ عِنْدَكُمُ الكُلُ نَأيْتُمْ فَغَيْرَ الدَّمْعِ لَمْ أرَ وَافِياً سِوَى زَفْرَةٍ مِنْ حَرِّ نَارِ الجَوَى تَغْلُو فَسُهْدِيَ حَيّ في جُفُونِي مُخَلَّدٌ وَ نَوْمِي بِهَا مَيْتٌ وَ دَمْعِي لَهُ غُسْلُ هَوى طَلَّ مَا بَيْنَ الطُّلُولِ دَمِي فَمِنْ جُفُونِي جَرَى بِالسَّفْحِ مِنْ سَفْحِهِ وَبْلُ تَبَالَهَ قَوْمِي، إذْ رَأوْنِي مُتَيَّماً وَ قَالُوا: بِمَنْ هَذَا الفَتَى مَسَّهُ الخَبْلُ؟ وَ مَاذَا عسى عَنِّي يُقَالُ سوى: غَدَا بِنُعْمٍ لَهُ شُغْلٌ، نَعَمْ لي بِهَا شُغْلُ وَ قَالَ نِسَاءُ الحَيّ: عَنَّا بِذِكْرِ مَنْ جَفَانَا، وَ بَعْدَ العِزِّ لَذَّ لَهُ الذُّلُ إذَا أنْعَمَتْ نُعْمٌ عليّ بِنَظْرَةٍ فَلَا أسْعَدَتْ سُعْدَى وَ لَا أجْمَلَتْ جُمْلُ وَ قَدْ صَدِئَتْ عَيْنِي بِرُؤْيَةِ غَيْرِهَا وَ لَثْمُ جُفُونِي تُرْبَهَا لِلصَّدَا يَجْلُو وَ قَدْ عَلِمُوا أنِّي قَتِيلُ لِحَاظِهَا فَإنَّ لَهَا في كُلِّ جارِحَةٍ نَصْلُ حَدِيثِي قَدِيمُ في هَوَاهَا وَ مَا لَهُ كَمَا عَلِمَتْ بَعْدٌ، وَ لَيْسَ لَهُ قَبْلُ وَ مَا لي مِثْلٌ في غَرَامِي بِهَا، كَمَا غَدَتْ فِتْنَةً في حُسْنِهَا مَا لَهَا مِثْلُ حَرَامٌ شِفَا سُقْمِي لَدَيْهَا رَضِيتُ مَا بِهِ قَسَمَتْ لي في الهوى وَ دَمِي حِلُ فَحَالِي وَ أن سَاءَتْ فَقَدْ حَسُنَتْ بِهَا وَ مَا حَطَّ قَدْرِي في هَوَاهَا بِهِ أعْلُو وَ عِنْوَانُ مَا فِيهَا لَقِيتُ وَ مَا بِهِ شَقِيتُ وَ في قَوْلِي اخْتَصَرْتُ وَ لَمْ أغْلُ خَفِيتُ ضَنى حتى لَقَدْ ضَلَّ عَائِدِي وَ كَيْفَ تَرَي العُوَّادُ مَنْ لَا لَهُ ظِلُ وَ مَا عَثَرَتْ عَيْنٌ عَلَى أثَرِي وَ لَمْ تَدَعْ لي رَسْماً في الهوى الأعْيُنُ النُّجْلُ وَلِي هِمَّةٌ تَعْلُو إذَا مَا ذَكَرْتُهَا وَ رُوحٌ بِذِكْرَاهَا إذَا رَخُصَتْ تَغْلُو جَرَى حُبُّهَا مَجْرَى دَمِي في مَفَاصِلِي فَأصْبَحَ لي عَنْ كُلِّ شُغْلٍ بِهَا شُغْلُ فَنَافِسْ بِبَذْلِ النَّفْسِ فِيهَا أخَا الهَوَى فَإنْ قَبِلَتْهَا مِنْكَ يَا حَبَّذَا البَذْلُ فَمَنْ لَمْ يَجُدْ في حُبِّ نُعْمٍ بِنَفْسِهِ وَ لَوْ جَادَ بِالدُّنْيَا إليه انْتَهَى البُخْلُ وَ لَوْ لَا مُرَاعَاةُ الصِّيَانَةِ غَيْرَةً وَ لَوْ كَثُرُوا أهْلُ الصَّبَابَةِ أوْ قَلُّوا لَقُلْتُ لِعُشَّاقِ المَلَاحَةِ أقْبِلُوا إلَيْهَا عَلَى رَأيِي وَ عَنْ غَيْرِهَا وَلُّوا وَ إن ذُكِرَتْ يَوْماً فَخِرُّوا لِذِكْرِهَا سُجُوداً وَ إن لَاحَتْ، إلى وَجْهِهَا صَلُّوا وَ في حُبِّهَا بِعْتُ السَّعَادَةَ بِالشَّقَا ضَلَالًا وَ عَقْلِي عَنْ هُدَايَ بِهِ عَقْلُ وَ قُلْتُ لِرُشْدِي وَ التَّنَسُّكِ و التُّقَى تَخَلَّوْا، وَ مَا بَيْنِي وَ بَيْنَ الهوى خَلُّوا وَ فَرَّغْتُ قَلْبِي عَنْ وُجُودِيَ مُخْلِصاً لَعَلِّيَ في شُغْلِي بِهَا مَعَهَا أخْلُو وَ مِنْ أجْلِهَا أسْعَي لِمَنْ بَيْنَنا سَعَى وَ أعْدُو، وَ لَا أغْدُو لِمَنْ دَأبُهُ العَذْلُ فَأرْتَاحُ لِلْوَاشِينَ بَيْنِي وَ بَيْنَهَا لِتَعْلَمَ مَا ألْقَى وَ مَا عِنْدَهَا جَهْلُ وَ أصْبُو إلى العُذَّالِ حُبَّاً لِذِكْرِهَا كَأنَّهُمُ مَا بَيْنَنَا في الهوى رُسْلُ فَإنْ حَدَّثُوا عَنْهَا فَكُلِّي مَسَامِعٌ وَ كُلِّيَ إن حَدَّثْتُهُمْ، ألْسُنٌ تَتْلُو تَخَالَفَتِ الأقْوالُ فِينَا تَبَايُناً بِرَجْمِ ظُنُونٍ بَيْنَنَا مَا لَهَا أصْلُ فَشَنَّعَ قَوْمٌ بِالوِصَالِ وَ لَمْ تَصِلْ وَ أرْجَفَ بِالسِّلْوَانِ قَوْمٌ وَ لَمْ أسْلُ فَمَا صَدَقَ التَّشْنِيعُ عَنْهَا لِشِقْوَتِي وَ قَدْ كَذَبَتْ عَنِّي الأرَاجِيفُ وَ النَّقْلُ وَ كَيْفَ أرَجِّي وَصْلَ مَنْ لَوْ تَصَوَّرَتْ حِمَاهَا المُنَى وَهْماً، لَضاقَتْ بِهِ السُّبْلُ وَ إن وَعَدَتْ لَمْ يَلْحَقِ الفِعْلُ قَوْلَهَا وَ إن أوْعَدَتْ فَالقَوْلُ يَسْبِقُهُ الفِعْلُ عِدِينِي بِوَصْلٍ وَ امْطُلِي بِنَجَازِهِ فَعِنْدِي إذَا صَحَّ الهوى حَسُنَ المَطْلُ وَ حُرْمَةِ عَهْدٍ بَيْنَنَا عَنْهُ لَمْ أحُلْ وَ عَقْدٍ بِأيْدٍ بَيْنَنَا مَا لَهُ حَلُ لأنْتِ عَلَى غَيْظِ النَّوَى وَ رِضَى الهَوَى لَدَيّ وَ قَلْبِي سَاعَةً مِنْكِ مَا يَخْلُو تُرَى مُقْلَتِي يَوْماً تَرَى مَنْ أحِبُّهُمْ وَ يُعْتِبُنِي دَهْرِي وَ يَجْتَمِعُ الشَّمْلُ وَ مَا بَرِحُوا معنى أرَاهُمْ مَعِي فَإنْ نَأوْا صُورَةً في الذِّهْنِ قَامَ لَهُمْ شَكْلُ فَهُمْ نُصْبُ عَيْنِي ظَاهِراً حَيْثُمَا سَرَوْا وَ هُمْ في فُؤَادِي بَاطِناً أيْنَمَا حَلُّوا لَهُمْ أبَداً مِنِّي حُنُوٌّ وَ إن جَفَوْا وَلِي أبَداً مَيْلٌ إلَيْهِمْ وَ إن مَلُّوا
[1] ـ الكَحِل: عينٌ مكحولةٌ؛ الكَحَل: سوادُ العين خِلقة.
جميع الحقوق محفوظة لموقع «المتقين». يسمح بإستخدام المعلومات مع الإشارة الي مصدرها