معرض الصور المحاضرات صوتيات المكتبة سؤال و جواب اتصل بنا الرئیسیة
 
المقالات و المحاضرات > محاضرات العلامة الطهراني > كتاب أنوار الملكوت > نور ملكوت الصلاة > المجلس الثالث: حقيقة الخشوع في الصلاة

_______________________________________________________________

هو العليم

سلسلة مباحث أنوار الملكوت
نور ملكوت الصلاة

المجلس الثالث:حقيقة الخشوع في الصلاة

(مواعظ شهر رمضان المبارك من عام 1390 )

من مصنّفات العلاّمة الراحل

آية اللـه الحاجّ السيّد محمّد الحسين الحسيني الطهراني قدس اللـه نفسه الزكيّة

_______________________________________________________________

تحميل ملف البد دي أف تحميل ملف البد دي أف

بسم اللـه الرّحمن الرّحيم
والصّلاة على محمّد وآله الطّاهرين
ولعنة اللـه على أعدائهم أجمعين
من الآن إلى قيام يوم الدّين

قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذينَ هُمْ في صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ}.[1]

    

معنى الفلاح

الفلاح هو النجاة المطلقة وحسن العاقبة، وقد خصّته الآية بالمؤمنين الخاشعين في صلاتهم، اُولئك الذين اتّصلت قلوبهم بأنوار الملكوت، وكان توجّههم الشديد إلى الله وعظمته وجلاله داعياً إلى انكسار قلوبهم. إنّ هؤلاء هم أهل الفوز والسعادة. أمّا غيرهم فمهما كانت أحوالهم فهم محرومون، وهم صفر الأيدي من الكسب والتجارة الرابحة في هذه الدنيا.

    

لا اطمئنان ولا قرار إلاّ بذكر اللـه

وما لم يصل قلب الإنسان إلى الاطمئنان بذكر الله، لن يحصل له الاعتقاد الحقيقي بثباته وأبديّته، بل سيعدّ غيره أبديّاً، وإن صرّح لفظاً وتصوّراً أنّ غير الله لا بقاء ولا دوام له، ولكنّك تراه في ميدان العمل باذلاً نفسه للوصول إلى زخارف الدنيا، ما يكشف عن أن اعتقاده بأبديّة الدنيا هو الدافع والحافز إلى ما يقوم به. فعندما يفقد هذا الإنسان شيئاً، يرى الهزيمة قرينةً لكيانه، فيستغيث ويتأوّه، وإذا ما حاز شيئاً، فإنّه سرعان ما يتشبّث به ويلازمه، ويحكم قبضته عليه، وكأنّ ما عثر عليه هو الدواء الناجع والسبيل الأوحد لتحقيق خلوده وسعادته، فيتفانى في حفظه، ويمتنع بأيّ نحوٍ كان وبما أُوتي من قوّة عن بذله وإنفاقه. وما هذا إلاّ لعدم بلوغه شرف الإنسانيّة، وقصوره عن إدراك مقامه الحقيقي، وحبسه نفسه في ضيّق الآفاق وظاهر الحياة الدنيا:
قال تعالى: { يَعْلَمُونَ ظاهِراً مِنَ الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غافِلُونَ}[2]
وحينها تبقى نفس الإنسان الضيّقة كإناء ماءٍ، إذا اغترفت منه، بدا نقصانه جليّاً، وإذا أضفت عليه، بان ازدياده. وأمّا الصلاة فإنّها تمنح النفس سعةً وانبساطاً، فيتحرّر طائر الروح من هذه العوالم الضيّقة المظلمة، ليحلّق إلى ذروة عالم القدس والملكوت. وهناك حيث لا قيمة للدنيا وما فيها، لو أُعطيَ الإنسان ما أُعطي، أو أُخِذَ منه ما أُخِذ، لاستوى عنده الأمران؛ فقد غدت نفسه كالبحر الواسع الرَّحب، وارتقت الى عالم التجرّد ولقاء الله الأبديّ اللامتناه.
{إِنَّ الْإِنْسانَ خُلِقَ هَلُوعاً* إِذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً* وَإِذا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً* إِلاَّ الْمُصَلِّينَ* الَّذينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ دائِمُونَ}.[3]
والهَلوع هو الشديد الحرص والشديد الميل والخوف والإشفاق. وتعدّ الجملتان الواقعتان في الآية المباركة بعد (هلوعا) بمثابة التفسير لها، ومفاد الآية أنّ سائر الناس غير الدائمين في صلاتهم أسرى المال والمَآل والنساء والأبناء والجاه والشأن والاعتبار، والمصلّون وحدهم هم الذين استطاعوا التخلّص من شباك هذا الفخّ، فحطّموا قيود الأهواء، وأطلقوا لأرواحهم العنان، وأمدّوها بالقوّة؛ لتحلّق في أعلى سماء القدس. ومن هنا راحوا يراقبون المتخبّطين في عالم الهوى، ويُحدّقون بأبصارهم إلى عقولهم الضعيفة وعماهم وضلالتهم.
أورد في تفسير «مجمع البيان» عن أبي جعفر (عليه السلام): أنّ المراد من الدوام على الصلاة هو الإتيان بالنوافل. وأمّا قوله تعالى: {وَالَّذينَ هُمْ عَلى صَلاتِهِمْ يُحافِظُون}[4] فهو إشارةٌ إلى الفرائض والواجبات.
ومن هنا كان على الإنسان أن يسعى أثناء الصلاة ـ واجبةً كانت أم مستحبّةً ـ لأن يتملّك الخشوع أعماق روحه، ويتوجّه بوجدانه وسرّه إلى ربّ الأرباب، حتّى يغدوَ هذا التوجّه وذاك الخشوع ملكةً دائمة عنده في سائر الأوقات.

    

سرّ الصلاة الإقبال على اللـه والانقطاع إليه

فقد ورد في «مصباح الشريعة» عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«إذا استقبلت القبلة، فانس الدنيا[5] وما فيها والخَلق وما هُم فيه، وفرِّغ [واستفرغ] قلبك عن [من] كلّ شاغلٍ يشغلك عن الله تعالى، وعايِن بِسرِّك عظمة الله عزّ وجلّ، واذكر وقوفك بين يديه. قال الله تعالى: {هُنالِكَ تَبْلُوا كُلُّ نَفْسٍ مّا أَسْلَفَتْ ورُدُّوا إِلَى اللَّهِ مَوْلاهُمُ الْحَقِّ}.[6] وقِف على قَدَم الخوف والرجاء، وإذا كَبَّرت، فاستصغِرْ ما بين السماوات العُلى والثرَى دون كبريائه؛ فإنّ الله تعالى إذا اطّلع على قلب العبد وهو يكبّر وفي قلبه عارِضٌ عن حقيقة تكبيره، فقال: يا كذّاب! أتخدعُني؟ وعزّتي وجلالي! لأحرِمنّك حلاوة ذِكري، ولأحجُبنَّك عن قُربي والمَسَرّة [ المُسَارّة] بمناجاتي.
واعلم أنّه غير مُحتاج إلى خدمتك، وهو غنيّ عنك وعن عبادتك ودعائك. وإنّما دَعَاك بفضله ليرحَمَك، ويُبعدَك عن عقوبته، ويَنشُر عليك من بركات حَنانيّته، ويهدِيَك إلى سبيل رضاه، ويفتح عليك باب مغفرته. فلو خلق الله عزّ وجلّ على ضِعفِ ما خَلَق من العوالم أضعافاً مضاعفة على سَرمَد الأبَد، لكان عند الله [عنده] سواءً، كفروا به بأجمعهم [به] أو وحّدُوه، فليس له من عبادة الخلق إلاّ إظهار الكرم والقدرة. فاجعل الحياء رداءً، والعَجز إزاراً، وادخُل تحت سرير [سِتر] سلطان الله تعالى، تَغْتَنِمْ [تغْنم] فوائد رُبوبيّته، مُستعيناً به ومُستغيثاً إليه».
[7]

وقد ذكروا عن حالات الإمام السجّاد (عليه السلام) أنّه:
كان إذا حَضَر الصلاة، اقشعرّ جِلدُه، واصفرّ لَونُه، وارتَعَد كالسَّعَفَة.[8]

وفي «لبّ اللّباب» عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أنّه قال: «صَلِّ صَلَاةَ مُوَدِّعٍ. فَإِذَا دَخَلْتَ فِي الصَّلَاةِ فَقُلْ: هَذَا آخِرُ صَلَاتِي مِنَ الدُّنْيَا، وَكُنْ كَأَنَّ الْجَنَّةَ بَيْنَ يَدَيْكَ، والنَّارَ تَحْتَكَ، وَمَلَكَ الْمَوْتِ وَرَاءَكَ، وَالْأَنْبِيَاءَ عَنْ يَمِينِكَ، وَالْمَلَائِكَةَ عَنْ يَسَارِكَ، وَالرَّبَّ مُطَّلِعٌ عَلَيْكَ مِنْ فَوْقِكَ. فَانْظُرْ بَيْنَ يَدَيْ مَنْ تَقِفُ، وَمَعَ مَنْ تُنَاجِي، وَمَنْ يَنْظُرُ إِلَيْكَ».[9]

    

أشعار السيّد بحر العلوم في كيفية إقامة الصلاة

وأنشد المرحوم المغفور له العلامة بحر العلوم الطباطبائي:

1) عَلَيكَ بِالحُضورِ والإقْبالِ
                             في جُمْلَة الأقْوالِ والأفْعالِ
2) والصِّدقِ فى النِيَّة والإخْباتِ
                             فَإنَّها حَقِيقَة الصَلاةِ
3) ولَيسَ لِلعَبدِ بِها ما يُقبَلُ
                             إلّا الَّذِي كَانَ عَلَيهِ يَقبِلُ[10]
4) وصَلِّ بِالخُضُوعِ والتَّخَشُّعِ
                             وَكُنْ إذا صَلَّيتَ كَالمُوَدِّعِ
5) واسْتَعمِل الوِقارَ والسَّكِينَة
                             واسْتَحضِر المَقَاصِدَ المَكْنُونَة
6) وقُمْ قِيامَ المَاثِلِ الذَّليلِ
                             ما بَينَ أيدِي المَلِكِ الجَلِيلِ
7) واعْلَم إذا ما قُلتَ ما تَقولُ
                             ومَن تُناجِي ومَن المَسْئُولُ[11]

    

اهتمام الأئمة عليهم السلام بالصلاة

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) أنّه قال:
«كَانَ عَلِيٌّ عليه السلام قَدِ اتَّخَذَ بَيْتاً فِي دَارِهِ لَيْسَ بِالْكَبِيرِ وَلَا بِالصَّغِيرِ، وكَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلّيَ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ، أَخَذَ مَعَهُ صَبِيّاً لَا يَحْتَشِمُ مِنْهُ، حتّى يَذْهَبَ معه إِلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ، فَيُصَلِّي (عليه السلام)».[12]

وأورد في «إرشاد القلوب»:
كان أمير المؤمنين عليه السلام يوماً في حرب صفّين مشتغلاً بالحرب والقتال، وهو مع ذلك بين الصفّيْن يرقب الشمس، فقال له ابن عبّاس: يا أمير المؤمنين! ما هذا الفعل؟ فقال (عليه السلام): «أنظر إلى الزوال حتّى نصلّي». فقال له ابن عباّس: وهل هذا وقت صلاةٍ؟! إنّ عندنا لشغلاً بالقتال عن الصلاة. فقال (عليه السلام): «علامَ نقاتلهم؟ إنّما نقاتلهم على الصلاة».
يقول ابن عبّاس: ولم يترك أمير المؤمنين (عليه السلام) صلاة اللّيل قطّ، حتّى في ليلة الهرير.

    

ما يوجب حضور القلب

وعليه، فإنّ كلّ ما ينفع في التركيز وحضور القلب، فهو مستحبٌّ في الصلاة، كأن يعدّ مكاناً خاصّاً للصلاة في بيته، ولا يشرع بصلاته وهو مضطرب البال مشوّش
الفكر، بل عليه أنّ يتأمّل وينتظر حتّى يطمئنّ ويسكن، ولا يؤدّي الصلاة وهو متخمٌ ممتلئ البطن من الطعام، وأن يفترش سجّادةً للصلاة، ويتختّم بخاتم عقيقٍ، ويتعطّر، ويستاك، ويتعمّم ويتحنّك بإسدال جزءٍ من العمامة إلى جانبه الأيْمن تحت الحَنَك، ويرتدي لباساً أبيض، وأن ينظر إلى المواضع المعيّنة والمقرّرة في الفقه بحسب الحالات المختلفة للصلاة. ويستحبّ أن يأتي بنوافل الصلاة سرّاً. أمّا الصلوات الواجبة فيستحبّ إتيانها جماعةً في المسجد.
روي أنّ أحد أبناء الإمام السجّاد (عليه السلام) سقط في إحدى اللّيالي من شاهقٍ، فانكسرت يده، فصاح أهل الدار، وأتاهم الجيران، وجيء بالمجبّر، فجبّر الصبيّ وهو يصيح من الألم، فلم يسمعه عليه السلام؛ لاشتغاله بالصلاة وشدّة توجّهه إلى الله. فلمّا أصبح رأى يد الصبيّ مربوطةً إلى عنقه، فقال: ما هذا؟ فأخبروه.[13]

كما وقع حريقٌ في بيت هو فيه ساجد، فجعلوا يقولون: يا ابن رسول الله، النار النار! فما رفع رأسه حتّى أُطفئت. فقيل له بعد قعوده: ما الذي ألهاك عنها؟ قال: «ألهتني عنها النار الكبرى».[14]

(ومن المناسب في هذا المقام أن نذكر بعض أسرار الركوع والسجود والتشهّد والقراءة والسلام، كما وردت في «مصباح الشريعة» من الباب 14 إلى الباب 18).

    

طرفٌ من سيرة مولانا زين العابدين عليه السلام

روى القطب الراوندي وغيره عن حَمّاد بن حَبيب الكوفي أنّه قال:
خَرَجْنَا سَنَةً حُجَّاجاً، فَرَحَلْنَا مِنْ زُبَالَةَ، فاستقلبتنا رِيحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، فَتَقَطَّعَتِ الْقَافِلَةُ، فَتِهْتُ فِي تِلْكَ الْبَرَارِي، فَانْتَهَيْتُ إِلَى وَادٍ قَفْرٍ، وجَنَّنِي اللَّيْلُ، فَأَوَيْتُ إِلَى شَجَرَةٍ. فَلَمَّا اخْتَلَطَ الظَّلَامُ، إِذَا أَنَا بِشَابٍّ عَلَيْهِ أَطْمَارٌ بِيضٌ. قُلْتُ: هَذَا وَلِيٌّ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ، مَتَى أَحَسَّ بِحَرَكَتِي خَشِيتُ نِفَارَهُ، فَأَخْفَيْتُ نَفْسِي، فَدَنَا إِلَى مَوْضِعٍ، فَتَهَيَّأَ إِلَى الصَّلَاةِ، وهو يَقُولُ:
«يَا مَنْ حَازَ كُلَّ شَيْءٍ مَلَكُوتاً، وقَهَرَ كُلَّ شَيْءٍ جَبَرُوتاً! صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ! وأَوْلِجْ قَلْبِي فَرَحَ الْإِقْبَالِ عَلَيْكَ، وأَلْحِقْنِي بِمَيْدَانِ الْمُطِيعِينَ لَكَ».[15]
ثُمَّ دَخَلَ فِي الصَّلَاةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُهُ وقَدْ هَدَأَتْ أَعْضَاؤُهُ وسَكَنَتْ حَرَكَاتُهُ، قُمْتُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي تَهَيَّأَ فِيهِ إِلَى الصَّلَاةِ فَإِذَا أَنَا بِعَيْنٍ تَنْبُعُ، فَتَهَيَّأْتُ لِلصَّلَاةِ، ثُمَّ قُمْتُ خَلْفَهُ، فَإِذَا بِمِحْرَابٍ كَأَنَّهُ مُثِّلَ فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ، فَرَأَيْتُهُ كُلَّمَا مَرَّ بِالْآيَةِ الَّتِي فِيهَا الْوَعْدُ والْوَعِيدُ، يُرَدِّدُهَا بِانْتِحَابٍ وحَنِينٍ، فَلَمَّا أَنْ تَقَشَّعَ الظَّلَامُ، وَثَبَ قَائِماً وهُو يَقُولُ:
«يَا مَنْ قَصَدَهُ الضَّالُّونَ، فَأَصَابُوهُ مُرْشِداً، وأَمَّهُ الْخَائِفُونَ، فَوَجَدُوهُ مَعْقِلًا، ولَجَأَ إِلَيْهِ الْعَابِدُونَ، فَوَجَدُوهُ مَوْئِلًا! مَتَى رَاحَةُ مَنْ نَصَبَ لِغَيْرِكَ بَدَنَهُ؟ ومَتَى فَرَحُ مَنْ قَصَدَ سِوَاكَ بهمّته [بِنِيَّتِهِ]؟ إِلَهِي قَدْ تَقَشَّعَ الظَّلَامُ، ولَمْ أَقْضِ مِنْ خِدْمَتِكَ وَطَراً، ولَا مِنْ حِيَاضِ مُنَاجَاتِكَ صَدْراً. صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآل محمّد، وافْعَلْ بِي أَوْلَى الْأَمْرَيْنِ بِكَ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ».[16]

يقول حمّاد بن حبيب: فَخِفْتُ أَنْ يَفُوتَنِي شَخْصُهُ وأَنْ يَخْفَى عَلَيَّ أَمْرُهُ، فَتَعَلَّقْتُ بِهِ فَقُلْتُ: بِالَّذِي أَسْقَطَ عَنْكَ هَلَاكَ التَّعَبِ، ومَنَحَكَ شِدَّةَ لَذِيذِ الرَّهَبِ، إِلَّا مَا لَحِقْتَنِي [أَلْحَقْتَنِي] مِنْكَ جَنَاحَ رَحْمَةٍ وكَنَفَ رِقَّةٍ؛ فَإِنِّي ضَالٌّ فَقَالَ: «لَو صَدَقَ تَوَكُّلُكَ، مَا كُنْتَ ضَالًّا، ولَكِنِ اتَّبِعْنِي واقْفُ أَثَرِي». فَلَمَّا أَنْ صَارَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ، أَخَذَ بِيَدِي، وتَخَيَّلَ لِي أَنَّ الْأَرْضَ يَمْتَدُّ مِنْ تَحْتِ قَدَمِي، فَلَمَّا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ قَالَ لِي: «أَبْشِرْ فَهَذِهِ مَكَّةُ». فَسَمِعْتُ الضَّجَّةَ ورَأَيْتُ الْحَجَّةَ فَقُلْتُ لَهُ: بِالَّذِي تَرْجُوهُ يَوْمَ الْآزِفَةِ ويَوْمَ الْفَاقَةِ، مَنْ أَنْتَ؟ فَقَالَ: «إِذَا أَقْسَمْتَ فَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ».[17]


[1] ـ سورة المؤمنون (23) الآية 1 و2.

[2] ـ سورة الروم (30) الآية 7.

[3] ـ سورة المعارج (70) الآيات 19 إلى 23.

[4] ـ سورة المعارج (70) الآية 34.

[5] ـ وفي نسخة: فآيس عن الدنيا.

[6] ـ سورة يونس (10) صدر الآية 30.

[7] ـ مصباح الشريعة، باب 39، ص 87.

[8] ـ سفينة البحار، ج2، ص 45؛ مستدرك سفينة البحار، ج 6، ص 341؛ بحار الأنوار، ج 46، ص 55.

[9] ـ سفينة البحار، ج 2، ص 45؛ مستدرك الوسائل، ج 4، ص 105.

[10] ـ المحجّة البيضاء، ج 1، ص 354: روي في الكافي، ج 3، ص 299، بإسناده الصحيح عن زُرارة عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: «إذا قُمت في الصلاة، فعليك بالإقبال على صلاتك؛ فإنّما يُحسب لك منها ما أقبَلت عليه».

[11] ـ سفينة البحار، ج2، ص 46.

[12] ـ بحار الأنوار، ج 84، ص 209؛ سفينة البحار، ج 2، ص 44؛ وسائل الشيعة، ج 3، ص 555.

[13] ـ منتهى الآمال، ج 2، ص 80، نقلاً عن عين الحياة.

[14] ـ المصدر السابق.

[15] ـ بحار الأنوار، ج 84، ص 40.

[16] ـ بحار الأنوار، ج 46، ص 40.

[17] ـ منتهى الآمال، ج 2، ص 8.

      
  

جميع الحقوق محفوظة لـ موقع المتقين www.motaghin.com ويسمح باستخدام المعلومات بشرط الإشارة إلى المصدر.

© 2008 All rights Reserved. www.Motaghin.com


Links | Login | SiteMap | ContactUs | Home
عربی فارسی انگلیسی <-- -->